
أعلنت السلطات الموريتانية أن 12 من مسلحي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح، في مواجهات استمرت طوال الليلة الماضية مع عناصر التنظيم في منطقة الحدود مع جمهورية مالي المجاورة أسفرت أيضا عن مقتل ستة جنود موريتانيين وإصابة عدد آخر غير محدد بجروح.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الموريتانية إن وحدة من الجيش الموريتاني اشتبكت مساء الجمعة مع مجموعة "إرهابية" كانت تنوي مهاجمة إحدى القواعد العسكرية قرب الحدود، واستمرت الاشتباكات طوال الليلة الماضية قبل أن يلوذ عناصر التنظيم بالفرار.
وقال البيان إنه تم إشعار السلطات المالية بمجريات العملية وأبدت استعدادها لتقديم الدعم اللازم عند الضرورة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني بنواكشوط لم تكشف هويته، قوله "بدأت العملية لأن الفرصة سنحت.. لم يتم التخطيط للعملية منذ فترة طويلة".
وتأتي هذه المواجهات العسكرية بعد مقتل سبعة من عناصر التنظيم في يوليو/تموز الماضي خلال عملية عسكرية موريتانية فرنسية في شمال مالي بهدف تحرير الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو الذي أعلنت القاعدة بعد ذلك عن إعدامه.
نفي فرنسي
وفي هذا الإطار نفت باريس اليوم أي مشاركة لقواتها في عملية ليلة السبت، حيث أكد متحدث باسم الخارجية الفرنسية أنه "لا توجد قوات فرنسية على الأرض"، وأن هذه المعارك "غير مرتبطة" بخطف سبعة أشخاص بينهم خمسة فرنسيين من النيجر، اتهمت فرنسا خلالها تنظيم القاعدة بتنفيذها، وإن لم تعلن إلى الآن أي جهة مسؤوليتها عنها.
وبدوره قال مصدر موريتاني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الحلفاء -ولا سيما الفرنسيين- قدموا لنا معلومات قيمة بشأن العملية"، لكنه أكد أنهم لا يشاركون فيها.
وكان مراسل الجزيرة في نواكشوط محمد بابا ولد أشفغ استبعد كون العملية تجري لتحرير الفرنسيين المختطفين، مشيرا إلى أن المنطقة التي يوجد فيها هؤلاء تقع على الحدود المالية مع النيجر، في حين تدور المعارك على الحدود الموريتانية المالية.
وفي خضم ذلك قالت مصادر أمنية مالية وجزائرية لوكالة الصحافة الفرنسية إن المختطفين السبعة –الذين يعملون في شركتي أريفا الفرنسية للتقنية النووية المملوكة للدولة، وفينتشي للبناء- يوجدون حاليا برفقة خاطفيهم في الصحراء المالية بعدما عبروا إليها الحدود مع النيجر.
معلومات متضاربة
وتحدثت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر أمنية جزائرية عن مقتل 15 جنديا موريتانيا وخمسة من عناصر التنظيم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني جزائري بالمنطقة قوله إن "عدد الجنود الموريتانيين الذين قتلوا ارتفع إلى 15 على الأقل".
وأضاف أن خمسة على الأقل من عناصر التنظيم قتلوا وجرح آخرون، إضافة إلى استيلاء المسلحين على خمس سيارات على الأقل تابعة للجيش الموريتاني.
وكانت وكالة الأنباء الموريتانية قد أشارت في وقت سابق إلى أن الاشتباكات وقعت في بلدة عرش هندي قرب الحدود مع مالي، في حين ذكرت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر في الجيش أنها جرت قرب بلدة رأس الماء على بعد 235 كلم غرب تمبوكتو.
حصيلة مرتفعة
وبدوره قال مسؤول محلي في شمال مالي لم تكشف هويته، للوكالة إن عناصر التنظيم "أوقعوا الموريتانيين في الفخ بجرهم إلى قلب الصحراء".
وأضاف أن "البدو الرحل الذين عادوا من مناطق غير بعيدة من مواقع القتال، أخبروهم بأن عدد قتلى العسكريين الموريتانيين كبير".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire